لا أظن أن أحداً من خلفاء المسلمين وولاتهم قد تعرض للظلم والتشويه وإلصاق التهم المخلة بسيرته كما تعرض الخليفة العباسي الأشهر «هارون الرشيد»، هذا إذا استثنينا «بهاء الدين الأيوبي» الملقب بـ«قراقوش» حاكم مصر في زمن «صلاح الدين»، والذي لم تشفع له سيرته الحميدة، وانجازاته العظيمة كبناء سور القاهرة، وتشييد قلعتها، وإقامة قناطر الجيزة.. فألصقوا به تهماً مضحكة يندى لها الجبين.. حتى قالوا: «حكم قراقوش» سخرية وغرابة! هي ذي «مصيبة» التاريخ حين يكتبه «المنتصرون» و«الطارئون» وأصحاب الثأرات، وقليلاً ما يكتبه المنصفون، ولعل المتتبع لسيرة «هارون الرشيد»، في كتب التراث سيصاب بالحيرة من هذا التشويه المتعمد الذي ران على سيرته النقية بعد أن أظهرته كرجل فاسق، ماجن، تتبارى في حضرته الجواري والمغنيات، وتدار في مجلسه كؤوس الطلا، وأقداح المدام المعتق..! هذا المشهد القميء الذي حاولت بعض كتب التاريخ أن تروجه عن هذا الخليفة الذي أشرقت في عهده شمس الحضارة والتقدم، وبلغت فيه دولة العرب المسلمين أوج عظمتها وتألقها، بحيث أصبحت (بغداد) أخرجها الله من محنتها- حاضرة العالم و«أم المدائن» يفد إليها من كل أصقاع الدنيا طلبة العلم، والباحثون عن المجد العلمي والإشعاع الحضاري. كانت (بغداد) في عصره مدينة مليئة بالمكتبات والمشافي والمدارس، وفي زمنه أنشأ في بغداد شبكة للمجاري، وسواقي للماء النقي، ونال اهتمامه حواضر المسلمين فقد أمر زوجته السيدة (زبيدة) بإيصال الماء من العين التي سميت باسمها (عين زبيدة) إلى مكة بعد أن رأى ما يعانيه السكان والحجاج من الظمأ والمعاناة، وما كان ذلك ليحدث لو أن خليفة آخر كان مكانه.
ولعل من الإنصاف أن نعيد كتابة تاريخ هذا الخليفة العملاق المؤمن المحب للعلم، والمشجع للعلماء والأدباء، فمن المعيب أن تبقى هذه الكتب المشبوهة التي تصف الخليفة الذي كان يحج عاماً، ويجاهد عاماً بالرجل الماجن المحب للنساء والخمر، والذي تدق في مجلسه الطبول والأوتار، ويرتفع صوته عالياً:
ملك الثلاث الآنسات عنانــــي وحللن من قلبي بكل مكـــــــــــــــان
مالي تطاوعني البرية كلها وأطيعهن وهن في عصياني
تراثنا مليء بالأكاذيب والظلم والتجني.. خاصة ضد أولئك الرجال العظماء الذين يشكلون نقاط الضوء في الذاكرة العربية! تسألونني من تسبب في تشويه سيرة هذا الخليفة الكبير:
أقول لكم: «الشعوبيون» و«مرتزقة البرامكة»، والذين ما تركوا للعرب وجهاً مضيئاً، ونقياً، أو متفوقاً.. إلا ألحقوا بسيرته التخريب، والتشويه، وقد بدأوا فعلتهم إبان العصر العباسي المتأخر، وحيث لم يعد للخليفة سلطته القوية التي تمكنه من محاسبتهم، والاقتصاص منهم. التاريخ ليس ككتاب مقدس يحرم المساس به أو إعادة صياغته وتهذيبه وتنقيته بل هو كتاب مفتوح، يحتاج إلى علماء أجلاء منصفين، يعيدون كتابته وتطهيره من أدران الشعوبيين والحاقدين. «هارون الرشيد» عريس التاريخ وباني مرحلة خالدة في مجدنا العربي الغابر، ومن غير المنطقي أن يبقى رهيناً لأكاذيب الشعوبيين، وأعداء العرب والمسلمين.. فهلا أنصفنا هذا الخليفة العظيم..!؟
تلفاكس 076221413
ولعل من الإنصاف أن نعيد كتابة تاريخ هذا الخليفة العملاق المؤمن المحب للعلم، والمشجع للعلماء والأدباء، فمن المعيب أن تبقى هذه الكتب المشبوهة التي تصف الخليفة الذي كان يحج عاماً، ويجاهد عاماً بالرجل الماجن المحب للنساء والخمر، والذي تدق في مجلسه الطبول والأوتار، ويرتفع صوته عالياً:
ملك الثلاث الآنسات عنانــــي وحللن من قلبي بكل مكـــــــــــــــان
مالي تطاوعني البرية كلها وأطيعهن وهن في عصياني
تراثنا مليء بالأكاذيب والظلم والتجني.. خاصة ضد أولئك الرجال العظماء الذين يشكلون نقاط الضوء في الذاكرة العربية! تسألونني من تسبب في تشويه سيرة هذا الخليفة الكبير:
أقول لكم: «الشعوبيون» و«مرتزقة البرامكة»، والذين ما تركوا للعرب وجهاً مضيئاً، ونقياً، أو متفوقاً.. إلا ألحقوا بسيرته التخريب، والتشويه، وقد بدأوا فعلتهم إبان العصر العباسي المتأخر، وحيث لم يعد للخليفة سلطته القوية التي تمكنه من محاسبتهم، والاقتصاص منهم. التاريخ ليس ككتاب مقدس يحرم المساس به أو إعادة صياغته وتهذيبه وتنقيته بل هو كتاب مفتوح، يحتاج إلى علماء أجلاء منصفين، يعيدون كتابته وتطهيره من أدران الشعوبيين والحاقدين. «هارون الرشيد» عريس التاريخ وباني مرحلة خالدة في مجدنا العربي الغابر، ومن غير المنطقي أن يبقى رهيناً لأكاذيب الشعوبيين، وأعداء العرب والمسلمين.. فهلا أنصفنا هذا الخليفة العظيم..!؟
تلفاكس 076221413